الفكر الإيجابي… ارتقاءٌ لا خداع



في عالمٍ تتكاثر فيه الأصوات وتتصادم فيه التفسيرات، يظلُّ التفكير الإيجابي مرمىً للشكّ عند البعض، وملاذًا مضيئًا عند آخرين. فهل هو ترفٌ فكري؟ أم تغافلٌ عن قسوة الواقع؟ أم هو، كما أراه، فلسفةُ إدراكٍ سامية، لا تنكر الألم، بل تتجاوزه بفكرٍ أعلى.

الإيجابية لا تعني عُمى البصيرة، ولا تجاهل العثرات، بل هي حالة وعي راقٍ ترى في كل انكسار درسًا، وفي كل خيبة زادًا. إن التفكير الإيجابي ليس إنكارًا لما هو قائم، بل إعادة تعريفٍ لما يمكن أن يكون.

يولد الإنسان صفحة بيضاء، لكن الحياة لا تلبث أن تخطّ عليه فوضى تجاربها، فتتلوّن نظرته للعالم. وهنا يكمن الفارق: هناك من يرى السواد ويعلن استسلامه، وهناك من يُبصر الظل ويبدأ في البحث عن الضوء.

في أعماق كلّ فكرة إيجابية، توجد قوة دفينة من التحدّي والإصرار. إنها الفكرة التي تقول: “نعم، أنا أتألّم، لكنّي أختار النهوض. نعم، سقطت، لكنّي لم أفقد ذاتي.” التفكير الإيجابي لا ينكر الظلمة، بل يشعل شمعة داخلها.

ولعلّ أجمل ما في الإيجابية، أنها لا تُشترى، ولا تُفرض، بل تُكتَسَب بالصبر والتأمل. إنها حوار داخلي مستمر بينك وبين ذاتك، بين ما يؤلمك وما يُلهمك، بين ماضيك ومستقبلك.

التفكير الإيجابي هو فلسفة من لا يؤمن بالهزيمة الدائمة، ومن يُدرك أن حتى الريح العاصفة، تُمهّد أحيانًا لهبوب نسيمٍ جديد.

A glimpse into my days, one line at a time